- 769 views
الاجابة
السؤال : بارك الله في عملك ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين ، حاليأني إذا عملت عملَ خير أفرح به جداً ، فهل يدخل هذا في الرياء أعاذنا الله وإياكم
منه ؟
الجواب : هذا لا يدخل في الرياء ، كونه يفرح بعمل الخير ، ويكره إذا
عمِلَ عمَلَ سوء ، يكره ذلك ويندم عليه ، هذا من قوة الإيمان ، كونه يفرح بما
يعمله من خير ليزداد من أعمال الخير ، (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) ،
وهذا من فضل الله عليه أنه يعمل عمل الخير ، فليس هذا من الرياء ، لكن قد يُحب أن
يُمدح ويُحمد على هذا العمل ثم يفرح بهذا المدح ، ولا شك أن الثناء على الإنسان
الذي يعمل الخير هذا من عاجل بشراه ، لكن لا ينبغي له أن يفرح بمدحهم ، وإن كان
بعضهم استنبط من آية آل عمران : (يُحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا) ، أنه إذا
حُمِد أحب أن يُحمد بما فعل ، مفهوم الآية أنه لا شيء في ذلك ، لكن الإشكال فيما
إذا أحب أن يُحمد بما لم يفعل ، ففرقٌ بين هذا وذاك ، فمثل هذا لا يدخل في الرياء
، ابن القيم رحمه الله في الفوائد يقول : إذا حدثتك نفسُك بالإخلاص ، فاعمد إلى حب
المدح والثناء ، فاعمد إلى حب المدح والثناء فاذبحه بسكين علمك ويقينك أنه لا أحد
ينفع مدحُه ويضر ذمُه إلا الله جل وعلا ، ثم ذكر حديث الأعرابي الذي قال : أعطني
يا محمد فإن مدحي زينٌ وذمي شينٌ ، فقال : ذاك الله ، ومع الأسف أن كثير من
المسلمين يفرحون فرحاً شديداً إذا مُدِحوا لا سيما من علية القوم ، إذا مُدِحوا من
علية القوم فرِحوا فرحاً شديداً مع أن هذا المادح لا يستطيع أن ينفعه بشيء ولا أن
يضره بشيء لم يقدّره الله جل وعلا ، ويغفُل عن مثل : "من ذكرني في نفسه ذكرتُه
في نفسي ، ومن ذكرني في ملإٍ ذكرتُه في ملإٍ خيرٍ منهم" ، لماذا لا يكثر من
ذكر الله جل وعلا ليذكره الله في نفسه إن كان الذاكر في النفس ، وفي الملأ الذين
هم خيرٌ منهم وهم الملائكة إذا ذكره في ملأ ، مع أن الذكر في النفس أقرب إلى
الإخلاص ، والذكر في الملأ إذا سلِم من الرياء لا شك أنه يترتب عليه أنه يُقتدى به
، فهو يدل الناس على الذكر فيقتدون به ويذكرون الله جل وعلا فيكون له مثلُ أجورهم
، ومن دل على خيرٍ كان له مثل أجر فاعله .