- 1002 views
الاجابة
السؤال : سمعت من ينادي والديه بأسماءهما ،وأحياناً يُكنِّي أباه باسم ولده الأكبر ، وهكذا ، وهم راضون عن ذلك ، فهل فعلهم
هذا من البر ، أفيدونا وجزاكم الله عنا خيراً ؟
الجواب : تسمية الوالد باسمه أو بكنيته خلاف
الأدب الشرعي ، الأدب الشرعي في مثل قول الخليل عليه السلام : (يا أبتِ) ، لأنه
يُذِّكر بالرابطة بينهما ، لكن إذا قال يا فلان ، فما الفرق بين أبيه وفلان من
بعيد الناس ؟ ، أو قال يا أبا فلان ، فما الفرق بين أبيه وبين جاره المكنَّى بأبي
فلان بالكنية الموافقة لكنية أبيه ؟ ، فإذا قال يا أبتِ ، كما أنه أيضاً إذا قال
يا أخي ، إذا قال يا عمي ، لا شك أن هذا هو الأدب الشرعي ، والأدب المعروف عند
الأوائل حتى عند العرب أن يكنَّى الكبير ب(ياعم) ، والصغير بالإبن أو بابن الأخ ،
وجاء في حديث بدء الوحي من قول خديجة : ياعم ، تقوله لورقة ، اسمع من ابن أخيك ،
ولا تربطه به قرابة ولا صلة رحم ، لكن هذا من باب الأدب ، فيقال للكبير ياعم ،
والولد يقول لوالده يا أبتِ ، ويا أمي ، ويا أخي ، وهكذا ، أمَّا التسمية بالاسم
المجرد ، هذا خلاف الأدب الشرعي ، وليس من البر أن يُنادى الأب بلفظٍ يوافقه فيه
غيره ، مع أنه أحق الناس بالبر والتقدير والإحترام ، وكذلك الأم ، ونسمع من ينادي
أخاه يا فلان ، أو عمه يا أبا فلان ، هذا ليس من الأدب ، إنما يقول يا عم
ليُذَّكره بالرابط بينهما ، الرابط الذي تجب به الصلة ، بين العم وبين ابن الأخ
تجب صلته ، والصلة لماذا ؟ لأنه عمه ، أما إذا كنَّاه وقال له يا أبا فلان ، ما
فيه فرق بينه وبين بعيد الناس من الجيران وغيرهم .
تكملة السؤال : قد يتعذر يا فضيلة الشيخ بأن هذا
نوع من التبسط معه ؟
الجواب : نعم ، بعض الآباء يتبسط مع أولاده ويُنزِّل
من قيمته عندهم ليُفضي إليهم بما يريد ، وهكذا ، هذا لا شك أنه من جانبه مطلوب ،
لكنه من جانبهم غير مطلوب ولا مرغوب ، وكل شخصٍ مكلف له من خطاب الشرع ما يخصه ،
للأب أن يتبسط مع ولده وينبغي له ذلك ، ليَدخل حُبُه في أعماق قلوبهم فيملي عليهم
ما شاء ، يحترمونه ويقدرونه ، وقل مثل هذا في الكبار ، لكن على الصغير أن يحترم
الكبير ، ولو وُجد هذا من الكبير فإن لكل مكلفٍ ما يخصه من خطاب الشرع ، كما أن
الإنسان لا يجوز له أن يتمثل الناس له قياماً ، نعم ، لا يجوز له ذلك ، لكن
بالمقابل الطرف الآخر ، عليه أن يحترم هذا الداخل أو هذا الكبير ، أو هذا صاحب
القدر والشأن .