- 512 views
السؤال: ما هو أثر وأجر الإصلاح بين اثنين، أو فئتين، أو جماعتين، أو أمتين من أمم الإسلام؟ الجواب: الله –جَلّ وَعَلاَ- يقول في كتابه العزيز: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)، هذا في الطائفتين من الأمة، إذا اختلفت نسعى في الإصلاح بينهما، لعل الله يوفقنا فنكفُّ الشر، ونحقِّق العدل والإصلاح، وقال الله –جَلَّ وَعَلاَّ- : (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ)، وقال -جَلّ وَعَلاَ-: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)، وقال -تَعَالى- في كتابه: (وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)، فلإصلاح بين المتخاصمين عملٌ صالح، يسعى بينهم يبتغي وجه الله، والدار الآخرة، ويقرِّب بين المتباعدين، ويصل ويُقرِّب الأرحام بعضهم إلى بعض، يقول- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: « أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ قَالُوا بَلَى قَالَ صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ)، فالإصلاح بين الناس شعوبًا، أو بين ذوي الرحم، أو الأصدقاء، أو الزملاء، أو بين سائر المسلمين، فالإصلاح جائزٌ، أن يُصلح بينهما، فيُحقِّق العدل، ولا يحدث الصلح ظلمًا، ولهذا قال الله: (فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، فالإصلاح يسعى به المُصلح بالعدل، لأجل أن يقرِّب القلوب، ويُبعد الشر، ولهذا رخِّص في الكذب ، تقول أم كلثوم بنت عقبة بن أبي مِعيط -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-: « وَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: الْحَرْبُ، وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا»، فالكذب في إصلاح الزوجين، والكذب لإصلاح الفئتين جائزٌ، لأجل مصلحته العظيمة، وهي التآلف والتقارب، ولهذا قالوا في قول الله -جَلَّ وَعَلاَ-: (وَالْغَارِمِينَ)، ويُقال الغارم ينقسم إلى قسمين: غارمٌ غرِم لمصلحة نفسه، فيُعطى ما يُعينه على قضاء دينه، وغارمٌ غرم لمصلحة المسلمين، فيُعطى من الزكاة قدر ما أنفق، ولو كان غنيًا.