الاجابة

السؤال: ما المقصود بالنصيحة، وهل للنصيحة ضوابط معينة؟ الجواب: النصيحة هي إخلاص النصح للمنصوح له، إخلاص النصح له ويكون ذلك عامًا في كل الحياة، نصيحةٌ لله، ونصيحةٌ لرسول الله، ونصيحة لكتاب الله، ونصيحةٌ لأئمة المسلمين وعامتهم، ونصحٌ لله إفراد الله بالعبادة –جَلَّ وَعَلاَ-، وعلى إخلاص الدين لله، وتعلق القلب به محبةً، وخوفًا، ورجاء، وإفراده بجميع أنواع العبادة، والنصح لكتاب الله، الإيمان به، وأنه كلامٌ حق، وأنه خاتم الكتب وأنزله على عبده ورسوله محمد،  تكلم الله به مشافهةً،  وسمعه منه جبريل من رب العالمين مباشرةً، وبلغه جبريل لنبينا محمد-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، بلغه أمته هو كلام الله منه بدأ، وإليه يعود، وأما النصيحة لرسول الله فالإيمان به -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نبيًا ورسولا، وأنه خاتم الأنبياء ورسله، والإيمان برسالته، والإيمان بشريعته، وأن الواجب اتباع شريعته، والتأسِّي به، وقبول أوامره واجتناب نواهيه، (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)، ويتأسى به في الأقوال والأعمال، (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً )، والنصيحة للمسلمين محبة الخير لهم، وتحذيرهم من الشر، ونصيحتهم بالسر خاصة وتوصيل الخير لهم، والتحذير من الشر، والتعاون معهم على كل ذلك، في الحديث:«كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»، فأئمتنا في أمس الحاجة لنصيحتهم، تُؤدَّى إليهم، فيها خيرٌ لهم ولرعيتهم، (رحِم الله من أهدى إلينا عيوبنا)، وأنهم (...) بلقاء كل من له حاجة، بالهاتف أو مقابلة، كل هذا توجيه الرعية وقبول نصحهم، وتوجيهاتهم، النصيحة لعامة المسلمين، والتحذير من الشر، والأخذ بأيديهم إلى كل خير، ودعوتهم إلى المعروف، ونهيهم عن المنكر، ودعوتهم إلى كل ما يحبُّ ويرضى، وتحذيرهم من كل يخالف أمر الله وشرعه ودينه، فالنصيحة للمسلمين ليس بالسبِّ ولا بالتجريح، ولا بالقدح، ولكن بالنصح والتوجيه، والرفق بالقول والعمل، إنما المقصود بالنصيحة إيصال إلى المنصوح له، لكي يعمل بها ويقبلها، فإذا خاطبته بقولٍ طيب قبِل منك، وإذا خاطبته بقولٍ سيء رفضه منك: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً).

31 views