- 159 views
الاجابة
السؤال : وهل تعتبر رواية الحفاظ الأثبات الثقات الذين لا يروون إلا عنالثقات كالإمام أحمد وغيره عن المجهول مما تُرفع عنه الجهالة وحينئذٍ نصحح خبره ؟
الجواب : المسألة خلافية في رواية الثقة عن الراوي هل تُعد توثيقاً له أو لا
، والجمهور على أنها ليست بتوثيق حتى ينص هذا الراوي المعتبر قوله في الجرح
والتعديل على أنه ثقة ، فمجرد الرواية عن الراوي ليست توثيقاً له ، وإن قال بعضهم
إنها توثيق لأنه لو لم يكن ثقةً عنده لما روى عنه ، ومنهم من ينص على أنه إذا كان
لا يروي إلا عن ثقات فإنها تعد توثيقاً له ، ومع ذلك المقرر والمحقق عند أهل العلم
أنه ليس بتوثيقٍ له ولو لم يكن يروي إلا عن الثقات ، لأنه قد حصل ممن عُرِفَ
بالرواية عن الثقات وعدم الرواية عن الضعفاء أنه وُجِدَ في شيوخه ومن روى عنه بعض
الضعفاء مثل الإمام مالك ، معروف أنه لا يروي إلا عن ثقة ، هذا الأصل ، لكن روى عن
عبد الكريم بن أبي المخارق وقال غرني بكثرة جلوسه في المسجد ، والجمهور على تضعيفه
، فمثل هذا يُتحرى فيه ، لأنه قد يوجد مثل هذا ، رواية الثقة كالإمام أحمد مثلاً
عن الراوي ، من أهل العلم من يقول إنها تلزم من يقلده في المذهب ، تلزم من يقلده
في المذهب ويكون توثيقاً له ، لأنه رواه إمامه ، روى إمامه عن هذا الراوي ، فما
دام يقلده في الغايات التي هي الأحكام فما المانع أن يقلده في الوسائل التي هي
الأسانيد ، على كل حال لابد من التسمية ، ولابد من ارتفاع الجهالة برواية اثنين
ونصِّ أهل العلم على التوثيق ، وأما رواية الثقات فقد ثبت ووُجد في الواقع أن من
الثقات من يروي عن الضعفاء ، وقد روى الإمام أحمد وغيره عن بعض الضعفاء ولم يبينوا
ذلك ، وأيضاً المسند شاهد على ما نقول فيه كثيرٍ من الرواة الضعفاء ، منهم من يقول
، قال الإمام : حدثني الثقة ولم يُسمه ، منهم من يقول يُكتفى بتوثيقه على الإبهام
، والمقرر أيضاً أنه لابد من تسميته ليُعرف ، لتُعرف حقيقته هل هو ثقة أو غير ثقة، ومُبهم التعديل ليس يكتفي *** به الخطيب والفقيه الصيرفي وعلى هذا كثيرٌ
من أهل العلم، ولأنه وُجد في كلام الأئمة المتبوعين كالشافعي مثلاً أن يقول :
حدثني الثقة ، أو حدثني من لا أتهم ، أو حدثني من أثق به ، فإذا وُجد أو بُحِثَ
عنه وُجِدَ ليس بثقة ، فالشافعي يروي عن إبراهيم بن أبي يحي ، وجماهير أهل العلم
على تضعيفه بل ضعفه شديد ، وهذا موجود في كلام أهل العلم ، فلابد من التصريح باسم
الراوي كاملاً ثم البحث عنه ووزنه بميزان أهل العلم ، وإنزالُهُ المنزلة اللائقة
به من التقوية والتضعيف .