الاجابة
س:هل يضاعف الصوم في الحرم كما في الصلاة ؟ ج:الصَّلاة  في مكة أَفْضَلُ من غيرها بلا ريب ؛ ولهذا ذُكِر أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان مُقِيماً في غزوة الحديبية كان في الحِلَّ ولكن كان يُصَلَّلي في الحرم أي داخل أَميال الحرم. وهذا يدل أن الصَّلاة  في الحرم أي فيما دخل في الأميال أَفْضَلُ من الصَّلاة في الحل ؛ وذلك لفضل المكان وقد أخذ العلماء من هذه  قاعدة قالوا فيها إن الحَسَنات تُضَاعف في كل مكان وزمان فاضل ، كما أن الحسنات تضاعف أيضاً باعتبار العامل. كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُم أَنْفَقَ مِثْل أُحُدٍ ذَهَباً مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدُهُم وَلا نَصِيفه". إذاً: فالعبادات تتضاعف باعتبار العامل وباعتبار الزمان وباعتبار المكان كما تتفاضل أيضاً باعتبار نِسَبِها وهَيْئَتِها ، وهذا أمر مَعْلُومٌ ولا يَتَّسع المُقَام لِبَسْطه وشَرْحه ولكننا نقول إن الصلاة في مكة أفضل من الصلاة في غيرها ونقول إن الصَّلاة في المسجد الحرام نَفْسه تَتَضَاعف فتكون بمائة ألف صَلاة فيما عداه ، وقد أخذ أهل العلم من ذلك أن الصيام يُضَاعف في مكة ويكون أفضل من الصيام في غ يرها وذلك لشرف مكانه على أن الصيام إمساك وليس بعمل يحتاج إلى مكان ولا زمان سوى الزمان الذي شرع فيه من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، وقد ورد في حديث عن ابن ماجة بإسنادٍ ضعيفٍ أن "مَنْ صَام رَمَضَان في مَكة وَقَامَ مما تَيَسّر منه كُتب له أجر مائة ألف رمضان" وهذا إسناده ضعيف ولكن يُسْتَأْنسُ به ويدل على أن صَوْم رَمَضان في مكة أَفْضل من صومْ في غيرها.
696 views