- 6 views
الاجابة
السؤال: بعض المساجد يوم الجمعة يتقدَّم الخطيب قبل الزَّوال،
ويخطب بالجماعة، ويصلي قبل وقت الصلاة المُعتمد، نرجو التوجيه؟
الجواب: لا شكَّ أن الخلاف واقعٌ بين العلماء، هل يجوز فعلُ
صلاة الجمعة، قبل زوال الشمس، بمعنى أن يؤذِّن المؤذِّن لدخول الخطيب قبل دخول وقت
الظهر، أي قبل زوال الشمس، وربما خطب الخطيب وصلى وانصرف قبل زوال الشمس، هل هذا
العمل صحيحٌ، أم لا؟، العلماء مختلفون فيه، من العلماء من يُجوِّز ذلك، ويقول:
يجوز أن تُفعل صلاة الجمعة قبل وقت الظهر في الضُّحى، يجوز أن تصلَّى صلاة الجُمعة
في الضُّحى، فإن وقتها متَّسِع، بل بعضهم بالغ، وقال: إذا خرج وقت النَّهي وارتفعت
الشمس قيد رُمح، جاز أن تؤدَّى صلاة الجمعة، إلا أن هذا القول، لا دليل صحيح عليه،
والصحيح والأكمل أن تُؤدَّى صلاة الجمعة بعد زوال الشمس؛ لأن هذا هو الهدي الذي
سار عليه محمدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ-: وأصحابه، يقول
أحد الصَّحابة: (ما كنا نقيل ولا نتغدَّى إلا بعد الجمعة)، وقالوا: ( كنا نصلي
الجمعة مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ-: ونحنُ نتتبَّع
الفيء، وكنا نصلي مع رسول الله، وننصرف
وليس للحيطان ظلٌ نستظلُّ به)، فدلَّ على أنه -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان
يفعلها في أول الزَّوال، وهو-صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: صلاته
وخطبته مناسبتان، خطبته قليلة، قليلة
الألفاظ عظيمة المعاني، وصلاته كذلك،
صلاةٌ مطمئنة، إلا أنه يفرغ من صلاة الجمعة في أول الزَّوال، إلا أنه لا يبدأ بها
إلا بعد زوال الشمس، فأنا أنصح إخواني الخطباء أن يلتزموا بالتقويم، ولا يدخل
الخطيب حتى يرى التَّقويم أن الوقت قد حان، لأنه إذا أذَّن المؤذِّن مع مُكبِّرات
الصَّوت تسمعه المرأة في بيتها، والعاجز الذي ما يستطيع إتيان المسجد، فيؤدُّون الصلاة قبل وقتها وهذا
خطأ، فينبغي ملاحظة ذلك.