- 5 views
الاجابة
السؤال: كيف يمكن أن نتجنَّب الظن بالناس، وخاصةً المسلم، وهل
يجب أن نظنُّ بالناس خيرا، فأن استغرب من أفعال بعض المسلمين، التي تنافي عقيدتنا،
وصرت أشكُّ في أعمال الناس؟
الجواب: الله -جلَّ وعلا-: (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ
الظَّنِّ إِثْمٌ)، فأخبرنا أن في الظنِّ حقَّا، وأن بعض الظنِّ إثما،
فينبغي أن يكون الظن في حدوده، لا نظن الظن السوء بمجرد رأيٍ لنا، أو هوَى لنا، أو
سماع كلام مُرجِفٍ، أو مُعادٍ، أو مبغضٍ، لا؛ يجب أن نُثبِّت الأقوال، لا نحكم على
الناس بالقيل، والقال، فكم من قائلٍ ومتكلِّمٍ وسابٍ، لو فتشت الأمر، لوجدتَّ ما
تلبَّس به هو أعظم مما رمى به غيره، لكنه يريد أن يُبِّرئ نفسه وساحته من الأخطاء
فينسبها للآخرين، ويظنُّ بها ظن السوء، لا يا أخي. في الأثر عن عُمر: (لا تظنَّ
بكلمةٍ خرجت من أخيك سوءًا وأنت تجدُ لها في الخيرِ محملا)، فكلُّ كلِّ كلمة يمكن
أن تحملها على الخير احملها، ما لم تكون خلافُ ذلك، فالظنُّ مذموم، هو الظنُّ على
وجه العموم، نحسن الظن بالمسلمين، ولا من أسرارهم، ولا نظنُّ بهم بمجرِّد رأيٍ وهوى،
ما لم يتبيَّن أمرٌ يُرجِّح ذلك، لأن الظن ، فإن بعضهُ إثمٌ، فإن من الظنِّ ما هو
حسنٌ، ومن الظنِّ ما هو إثمٌ، لكن هذا الظنُّ لا تُبنى عليه أحكامٌ شرعيَّة، إنما
للاحتياط والحذر، وإنما الأحكام الشَّرعيَّة فلا تُبنى إلا على الأمور القطعيَّة.